إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري ومنهجه في الاعتقاد

***عدد المساهمات*** : 224 نقاط : 475

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير خلق الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد، فهذا بيان من الإمام الحافظ الحجة ابن عساكر رضي الله عنه وأرضاه لمنهج إمام أهل السنة الإمام أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه، وفيه رد على الملقبين أنفسهم سلفية المجسمة المشبهة (أدعياء أتباع السلف)

إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري ومنهجه في الاعتقاد

قال الحافظ الإمام علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي في " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري " ص34-35 : (فكان (أبو الحسن الأشعري) رحمة الله عليه ورضوانه أشدهم بذلك إهتماما وألدهم لمن حاول الإلحاد في أسماء الله وصفاته خصاما وأمدهم سنانا لمن عاند السنة، وأحدّهم حساما وأمضاهم جنانا عند وقوع المحنة وأصعبهم مراما، ألزم الحجة لمن خالف السنة والمحجة إلزاما، فلم يسرف في التعطيل ولم يغل في التشبيه وابتغى بين ذلك قواما، وألهمه الله نصرة السنة بحجج العقول حتى انتظم شمل أهلها به إنتظاما، وقسّم الموجودات من المحدثات أعراضا وجواهر وأجساما، وأثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات إعظاما ونفى عنه ما لا يليق بجلاله من شبهِ خلقه إجلالا له وإكراما، ونزهه عن سمات الحدث تغيرا وانتقالا وإدبارا وإقبالا وأعضاء وأجراما، وائتم به من وفقه الله إتباع الحق في التمسك بالسنة إئتماما، فلما انتقم من أصناف أهل البدع بايضاح الحجج والأدلة انتقاما ووجدوه لدى الحجاج في تبيين الإحتجاج عليهم فيما إبتدعوه هماما، قالوا فيه حسدا من البهتان ما لا يجوز لمسلم أن ينطق به إستعظاما، وقذفوه بنحو ما قذفت به اليهود عبد الله بن سلام وأباه سلاما، فلم ينقصوه بذلك عند أهل التحقيق بل زادوه بما قالوا فيه تماما، ومدحوه بنفس ذمهم وقد قيل في المَثل: "لن تعدم الحسناء ذاما" وقلما إنفك عصر من الأعصار من غاو يقدح في الدين ويغوي إبهاما، وعاو يجرح بلسانه أئمة المسلمين ويعوي إيهاما، ويستزل من العامة طوائف جهالا وزعانف اغتاما، ويحمل بجهله على سب العلماء والتشنيع عليهم سفهاء طغاما، لكن العلماء إذا سمعوا بمكرهم عدوه منهم عراما، وإذا ما مرّوا بلغوهم في الكبار من الأئمة مروا كراما، وإذا خاطبهم الجاهلون منهم قالوا لهم سلاما، ولن يعبأ الله بتقوّلهم فيه وتكذيبهم عليه فسوف يكون لزاما، ولولا سؤال من رأيتُ لحق سؤاله اياي ذماما فألزمت نفسي امتثال ما أشار به علي إحتراما لصدفت عن ذكر وقيعة ذوي الجهل في الأئمة احتشاما لكني اغتنمت الثواب في إيضاح الصواب في علو مرتبته اغتناما، ومع ما عرف من تشنيعهم فأصحاب الحق بحمد الله قد أصبحوا على أعدائهم ظاهرين ولمن نأواهم من أصحاب البدع ممن خالفهم في جميع البلاد قاهرين وعلى الإنتقام ممن يُظهر لهم العداوة للعناد قادرين وكيف لا يكونون كذلك والله مولاهم وناصرهم وهو خير الناصرين).اهـ

***عدد المساهمات*** : 39 نقاط : 46

جزاك الله خيرا