وليد79
عدد المساهمات : 224 نقاط : 475
| موضوع: ابن تيمية: حلول الحوادث بذات الله الأحد 16 يناير 2011, 3:41 am | |
| ابن تيمية: حلول الحوادث بذات الله
قال ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية" (ج3/237): (فصل قال الشيخ رحمه الله : للناس في أن الله فوق العرش والعالم قولان مشهوران لعامة الطوائف من المتكلمين وأهل الحديث والصوفية والفقهاء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهما: أحدهما: أنه مجرد نسبة وإضافة بين المخلوقات والخالق، وبين العرش والرب، تجددت بخلقه للعرش، من غير أن يكون هو في نفسه تحرك أو تصرف بنفسه شيئا. وهذا قول من يقول يمتنع حلول الحوادث بذاته وتمتنع الحركة عليه. والقول الثاني: هو المشهور عن السلف وأئمة الحديث وكثير من أهل الكلام والفقهاء والصوفية من الطوائف الأربعة وغيرهم أنه استوى عليه بعد خلق السموات والأرض، كما دل عليه القرآن، فيكون قد استوى عليه بعد أن لم يكن مستويا عليه، وكذلك استواؤه إلى السماء، ومجيئه، وإتيانه؛ كما وردت بذلك النصوص المتواترة الصحيحة. وعلى هذا التقدير فليس في ذلك انقلاب لذاته؛ بل قد ذكر أنه ليس في الأدلة العقلية ما يحيل ذلك.
فصل
للناس في حملة العرش قولان: أحدهما: أن حملة العرش يحملون العرش ولا يحملون من فوقه. والثاني: أنهم يحملون العرش ومن فوقه كما تقدم حكاية القولين، فيذكر ما يقوله الفريقان في جواب هذه الحجة؛ فإنهم ينازعونه في المقدمتين جميعا. فيقال من جهة الأولين: لا نسلم أن من حمل العرش يجب أن يحمل ما فوقه، فالأولى ممنوعة، وذلك أن من حمل السقف لا يجب أن يحمل ما فوقه إلا أن يكون ما فوقه معتمدا عليه، وإلا فالهواء والطير وغير ذلك مما هو فوق السقف ليس محمولا لما يحمل السقف وكذلك السموات فوق الأرض وليست الأرض حاملة السموات وكل سماء فوقها سماء وليست السفلى حاملة للعليا فإذا لم يجب في المخلوقات أن يكون الشيء حاملا لما فوقه بل قد يكون وقد لا يكون لم يلزم أن يكون العرش حاملا للرب تعالى إلا بحجة تبين ذلك وإذا لم يكن العرش حاملا لم يكن حملة العرش حاملة لما فوقه بطريق الأولى. الوجه الثاني: أن الطائفة الأخرى تمنع المقدمة الثانية فيقولون لا نسلم أن العرش وحملته إذا كانوا حاملين لله لزم أن يكون الله محتاجا إليهم فإن الله هو الذي يخلقهم ويخلق قواهم وأفعالهم فلا يحملونه إلا بقدرته ومعونته كما لا يفعلون شيئا من الأفعال إلا بذلك فلا يحمل في الحقيقة نفسه إلا نفسه كما أنه سبحانه إذا دعاه عباده فأجابهم وهو سبحانه الذي خلقهم وخلق دعاءهم وأفعالهم فهو المجيب لما خلقه وأعان عليه من الأفعال وكذلك إذا فرح بتوبة التائب من عباده أو غضب من معاصيهم وغير ذلك مما فيه إثبات نوع تحول عن أفعال عباده فإن هذا يقوله كثير من أهل الكلام مع موافقة جمهور أهل الحديث وغيرهم، فيه مقامان مشكلان أحدهما مسألة حلول الحوادث والثانية تأثير المخلوق فيه وجواب المسألة الأولى مذكور في غير هذا الموضع، وجواب السؤال الثاني أنه لا خالق ولا بارئ ولا مصور ولا مدبر لأمر الأرض والسماء إلا هو فلا حول ولا قوة إلا به وكل ما في عباده من حول وقوة فبه هو سبحانه فيعود الأمر إلى أنه هو المتصرف بنفسه سبحانه وتعالى الغني عما سواه وهؤلاء يقولون هذا الذي ذكرناه أكمل في صفة الغني عما سواه والقدرة على كل شيء مما يقوله النفاة فإن أولئك يقولون لا يقدر أن يتصرف بنفسه ولا يقدر أن ينزل ولا يصعد ولا يأتي ولا يجيء ولا يقدر أن يخلق في عباده قوة يحملون بها عرشه الذي هو عليه ويكونون إنما حملوه وهو فوق عرشه بقوته وقدرته من كونه لا يقدر على مثل ذلك ولا يمكنه أن يقيم نفسه إلا بنفسه كما أنه سبحانه إذا خلق الأسباب وخلق بها أمورا أخرى ودبر أمر السموات والأرض كان ذلك أكمل وأبلغ في الاقتدار من أن يخلق الشيء وحده بغير خلق قوة أخرى من غيره يخلقه بها فإن من يقدر على خلق القوى في المخلوقات أبلغ ممن لا يقدر على ذلك ولهذا كان خلقه للحيوان ولما فيه من القوى والإدراك والحركات من أعظم الآيات الدالة على قدرته وقوته، قال الله تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}[الذاريات:58]) (1).اهـ
(1) ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم "بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية"، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف طبعة 1426 هـ
| |
|
salimsalim3
الـــمـــوطـــن : الجزائر عدد المساهمات : 34 نقاط : 73
| |
ash3ri
الـــمـــوطـــن : Jordan عدد المساهمات : 8 نقاط : 20
| موضوع: رد: ابن تيمية: حلول الحوادث بذات الله الخميس 24 فبراير 2011, 12:50 am | |
| ما تجده متناقضا هنا تجده متوافقا في مكان اخر من كتبه لذلك اجمع من هنا وهناك يظهر لك معتقده على راي الوهابية يعني ميد ان يابان و تجميع صيني | |
|