سورة الفاتحة

موضوع: سورة الفاتحة الإثنين 15 نوفمبر 2010, 6:39 am

أسرار ترتيب سور القرآن (سورة الفاتحة)
افتتح كتابه بهذه السورة ، لأنها جمعت مقاصد القرآن ، لذلك كان من أسمائها : أم القرآن ، وأم الكتاب ، والأساس ، فصارت كالعنوان وبراعة الاستهلال .
قال الحسن البصري : أن الله اودع علوم الكتب في القرآن ، ثم أودع علوم القرآن في المفصل ، ثم أودع علوم المفصّل في الفاتحة . فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير الكتب المنزلة . أخرجه البيهقي في شعب الإيمان .
وبيان إشتمالها على علوم القرآن قرره الزمخشري ن باشتمالها على الثناء على الله بما هو اهله ، وعلى التعبد ، والأمر والنهي ، وعلى الوعد والوعيد ، و آيات القرآن لاتخرج عن هذه الأمور.
قال الإمام فخر الدين : المقصود من القرآن كله تقرير أمور أربعة : الإلهيات ، والمعاد ، والنبوات ، وإثبات القضاء والقدر . فقوله : (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يدل على الإلهيات ، وقوله (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) يدل على نفي الجبر ، وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره. وقوله(اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) إلى آخر السورة يدل على إثبات فضاء الله ، وعلى النبوات، فقد اشتملت هذه السور على المطالب الأربعة ، التي هي المقصد الأعظم من القرآن .
وقال البيضاوي : هي مشتملة على الحكم النظرية والأحكام العملية ، التي هي سلوك الصراط المستقيم ، والاطلاع على مراتب السعداء ومنازل الأشقياء .
وقال الطيبي : هي مشتملة على أربعة انواع من العلوم التي هي مناط الدين :
أحدها : علم الأصول ، ومعاقدة معرفة الله عز وجل وصفاته ، وإليها الإشارة بقوله ( رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ومعرفة المعاد ، وهو الموما إليه بقوله ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّين) .
وثانيها : عم ما يحصل به الكمال ، وهوعلم الأخلاق ، وأجله الوصول إلى الحضرة الصمدانية ، والالتجاء إلى جانب الفردانية ن والسلوك لطريقة الإستقامة فيها وإليه الإشارة بقوله : ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ) .
قال : وجميع القرآن تفصيل لما أجملته الفاتحة ، فإنها بنيت على إجمال ما يحويه القرآن مفصلاً ، فإنها واقعة في مطلع التنزيل ، والبلاغة فيه : أن تتضمن ماسبق الكلام لأجله ، ولهذا لا ينبغي أن يقيد شيء من كلماتها ما أمكن الحمل على الإطلاق .ـ
وقال الغزالي في خواص القرآن : مقاصد القرآن ستة ، ثلاثة مهمة ، وثلاثة تتمة .
الأولى : تعريف المدعو إليه ، كما أشير إليه بصدرها ، وتعريف الصراط المستقيم وقد صرح به فيها ، وتعريف الحال عند الرجوع إليه تعالى ، وهو الاخرة ، كما أُشير إليه بقوله ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) .
والأخرى : تعريف أحوال المطيعين ، كما أشار إليه بقوله ( الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) . وتعريف منازل الطريق ، كما أشير إليه بقوله : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ).

***عدد المساهمات*** : 50 نقاط : 82

» تفسير سورة القدر
» جامعة هارفارد الأمريكية تضع «آية من سورة النساء» في مدخل كلية القانون