الإمام الرباني
الـــمـــوطـــن : سورية عدد المساهمات : 173 نقاط : 517
| موضوع: منظومة الورد الإثنين 17 ديسمبر 2012, 6:43 am | |
| أجزاء من منظومة الورد للإمام تاج الدين السبكي مدحاً في السادة الأشاعرة :
الورد خدك صيغ من إنسان ** أم فِي الخدود شقائق النعمان والسيف لحظك سل من أجفانه ** فسطا كمثل مهند وسنان تالله ما خلقت لحاظك باطلاً ** وسدى تعالى اللَّه عن بطلان وكذاك عقلك لم يركب يا أخي ** عبثا ويودع داخل الجثمان لكن ليسعد أو ليشقى مؤمن ** أو كافر فبنو الورى صنفان لو شاء ربك لاهتدى كل ** ولم يحتج إلى حد ولا برهان فانظر بعقلك واجتهد فالخير ما ** تؤتاه عقل راجح الميزان واطلب نجاتك إن نفسك والهوى ** بحران فِي الدركات يلتقيان نار يراها ذو الجهالة جنة ** ويخوض منها فِي حميم آن ويظل فيها مثل صاحب بدعة ** يتخيل الجنات فِي النيران كذب ابن فاعلة يقول لجهله ** اللَّه جسم ليس كالجسمان لو كان جسما كان كالأجسام يا ** مجنون فاصغ وعد عن بهتان واتبع صراط المصطفى فِي كل ما ** يأتي وخل وساوس الشيطان واعلم بأن الحق ما كانت عليـ ** ـه صحابة المبعوث من عدنان من أكمل الدين القويم وبين الـ ** ـحجج التي يهدي بها الثقلان قد نزهوا الرحمن عن شبه وقد ** دانوا بما قد جاء فِي الفرقان ومضوا على خير وما عقدوا مجا ** لس فِي صفات الخالق الديان كلا ولا ابتدعوا ولا قالوا البنا ** متشابه فِي شكله للباني وأتت على أعقابهم علماؤنا ** غرسوا ثماراً يجتنيها الجاني كالشافعي ومالك وكأحمد ** وأبي حنيفة والرضا سفيان وكمثل إسحاق وداود ومن ** يقفو طرائقهم من الأعيان وأتى أَبُو الْحَسَن الإمام الأشعري ** مبيناً للحق أي بيان ومناضلا عما عليه أولئك الـ ** أسلاف بالتحرير والإتقان ما إن يخالف مالكاً والشافعي ** وأحمد بْن مُحَمَّد الشيباني لكن يوافق قولهم ويزيده ** حسناً بتحقيق وفضل بيان يقفو طرائقهم ويتبع حارثاً ** أعني محاسب نفسه بوزان فلقد تلقى حسن منهجه عن الـ ** أشياخ أهل الدين والعرفان فلذاك تلقاه لأهل اللَّه ينـ ** ـصر قولهم بمهند وسنان مثل ابن أدهم والفضيل وهكذا ** معروف المعروف فِي الإخوان ذو النون أيضا والسري وبشر بْـ ** ـن الحارث الحافي بلا فقدان وكذلك الطائي ثم شقيق الـ ** ـبلخي وطيفور كذا الداراني والتستري وحاتم وأبو ترا ** ب عسكر فاعدد بغير توان وكذاك منصور بْن عمار كذا ** يحيى سليل معاذ الرباني فله بهم حسن اعتقاد مثل ما ** لهم به التأييد يوم رهان إذ يجمع الخصمان يوم جدالهم ** ولما تحقق يسمع الخصمان لم لا يتابع هؤلاء وشيخه الـ ** ـشيخ الجنيد السيد الصمداني عنه التصوف قد تلقى فاغتذى ** وله به وبعلمه نوران ورأى أَبَا عثمان الحيري والنـ ** ـوري يا لهما هما الرجلان ورأى رويما ثم رام طريقه ** وأبا الفوارس شاها الكرماني والمغربي كذا ابن مسروق كذا الـ ** ـبسري قوم أفرس الفرسان وأظنه لم يلتق الخزاز بل ** قيل التقى سمنون فِي سمنان وكذاك للجلاء لم ينظر ولا ابـ ** ـن عطا ولا الخواص ثم بنان وكذلك حمشاذ مع الدقي مع ** خير وهذا غالب الحسبان وكذاك أصحاب الطريقة بعده ** ضبطوا عقائده بكل عنان وتتلمذ الشبلي بين يديه وابـ ** ـن خفيف والثقفي والكتاني وخلائق كثروا فلا أحصيهم ** وربوا على الياقوت والمرجان الكل معتقدون أن إلهنا ** متوحد فرد قديم دان حي عليم قادر متكلم ** عال ولا نعني علو مكان باق له سمع وإبصار يريـ ** ـد جميع ما يجري من الإنسان والشر من تقديره لكنه ** عنه نهاك بواضح البرهان قد أنزل القرآن وهو كلامه ** لفظت به للقارئ الشفتان وإلهنا لا شيء يشبهه وليـ ** ـس بمشبه شيئا من الحدثان قد كان ما معه قديما قط من ** شيء ولم يبرح بلا أعوان خلق الجهات مع الزمان مع المكا ** ن الكل مخلوق على الإمكان ما إن تحل به الحوادث لا ولا ** كلا وليس يحل فِي الجسمان كذب المجسم والحلولي الكفور ** فذان فِي البطلان مفتريان والاتحادي الجهول ومن يقل ** بالاتحاد فإنه نصراني ونبينا خير الخلائق أَحْمَد ** ذو الجاه عند اللَّه ذي السلطان وله الشفاعة والوسيلة والفضيلـ ** ـة واللواء وكوثر الظمآن فاسأل إلهك بالنبي مُحَمَّد ** متوسلا تظفر بكل أمان لا خلق أفضل منه لا بشر ولا ** ملك ولا كون من الأكوان ما العرش ما الكرسي ما هذي السما ** عند النبي المصطفى العدنان والرسل بعد مُحَمَّد درجاتهم ** ثم الملائك عابدو الرحمن ثم الصحابة مثل ما قد رتبوا ** فالأفضل الصديق ذو العرفان ثم العزيز السيد الفاروق ثم ** اذكر محاسن ذي التقى عثمان وعلي ابن العم والباقون أهـ ** ـل الفضل والمعروف والإحسان والأولياء لهم كرامات فلا ** تنكر تقع فِي مهمه الخذلان والمؤمنون يرون ربهم كرؤ ** يتهم لبدر لاح نحو عيان هذا اعتقاد مشايخ الإسلام وهـ ** ـو الدين فلتسمع له الأذنان الأشعري عليه ينصره ولا ** يألو جزاه اللَّه بالإحسان وكذاك حالته مع النعمان لم ** ينقض عليه عقائد الإيمان يا صاح إن عقيدة النعمان والـ ** أشعري حقيقة الإتقان فكلاهما والله صاحب سنة ** بهدى نبي اللَّه مقتديان لا ذا يبدع ذا ولا هذا وإن ** تحسب سواه وهمت فِي الحسبان من قَالَ إن أَبَا حنيفة مبدع ** رأيا فذلك قائل الهذيان أو ظن أن الأشعري مبدع ** فلقد أساء وباء بالخسران كل إمام مقتد ذو سنة ** كالسيف مسلولا على الشيطان والخلف بينهما قليل أمره ** سهل بلا بدع ولا كفران فيما يقل من المسائل عده ** ويهون عند تطاعن الأقران ولقد يؤول خلافها إما إلى ** لفظ كالاستثناء فِي الإيمان وكمنعه أن السعيد يضل أو ** يشقى ونعمة كافر خوان
وكذا الرسالة بعد موت إن تكن ** صحت وإلا أجمع الشيخان وقد ادعى ابن هوازن أستاذنا ** فيها افتراء من عدو شان وهو الخبير الثبت نقلا والإرادة ** ليس يلزمها رضا الرحمن فالكفر لا يرضى به لعباده ** ويريده أمران مفترقان وأبو حنيفة قائل إن الإرادة ** والرضا أمران متحدان وعليه أكثرنا ولكن لا يصح ** وقيل مكذوب على النعمان وكذاك إيمان المقلد وهو مما ** أنكر ابن هوازن الرباني ولو أنه مما يصح فخلفهم ** فيه للفظ عاد دون معان
وكذاك كسب الأشعري وإنه ** صعب ولكن قام بالبرهان من لم يقل بالكسب مال إلى اعتزال ** أو مقال الجبر ذي الطغيان
أو للمعاني وهو ست مسائل ** هانت مداركها بدون هوان لله تعذيب المطيع ولو جرى ** ما كان من ظلم ولا عدوان متصرف في ملكه فله الذي ** يختار لكن جاد بالإحسان فنفى العقاب وقال سوف أثيبهم ** فله بذاك عليهم فضلان هذا مقال الأشعري إمامنا ** وسواه مأثور عن النعمان
ووجوب معرفة الإله الأشعري ** يقول ذاك بشرعة الديان والعقل ليس بحاكم لكن له الإدراك ** لا حكم على الحيوان وقضوا بأن العقل يوجبها وفى ** كتب الفروع لصحبنا وجهان وبأن أوصاف الفعال قديمة ** ليست بحادثة على الحدثان وبأن مكتوب المصاحف منزل ** عين الكلام المنزل القرآن والبعض أنكر ذا فإن يصدق فقد ** ذهبت من التعداد مسألتان هذى ومسألة الإرادة قبلها ** أمران فيما قيل مكذوبان وكما انتفى هذان عنهم هكذا ** عنا انتفى مما يقال اثنان قالوا وليس بجائز تكليف ما ** لا يستطاع فتى من الفتيان وعليه من أصحابنا شيخ العراقي ** وحجة الإسلام ذو الإتقان ورواه مجتهد الزمان محمد بن ** دقيق عيد واضح السبلان
قالوا وتمتنع الصغائر من نبي ** للإله وعندنا قولان والمنع مروى عن الأستاذ والقاضي ** عياض وهو ذو رجحان وبه أقول وكان مذهب والدي ** دفعا لرتبتهم عن النقصان والأشعري إمامنا لكننا ** في ذا نخالفه بكل لسان ونقول نحن على طريقته ولكن ** صحبه في ذاك طائفتان بل قال بعض الأشعرية إنهم ** برآء معصومون من نسيان والكل معدودون من أتباعه ** لا يخرجون بذا عن الإذعان وأبو حنيفة هكذا مع شيخنا ** لا شئ بينهما من النكران متناصران وذا اختلاف هين ** عار عن التبديع والخذلان هذا الإمام وقبله القاضي يقولان ** البقا لحقيقة الرحمن وهما كبيرا الأشعرية وهو قال ** بزائد في الذات للإمكان والشيخ والأستاذ متفقان في ** عقد وفى أشياء مختلفان وكذا ابن فورك الشهيد وحجة الإسلام ** خصما الإفك والبهتان وابن الخطيب وقوله إن الوجود ** يزيد وهو الأشعري الثاني والاختلاف في الاسم هل هو والمسمى ** واحد لا اثنان أو غيران والأشعرية بينهم خلف إذا ** عدت مسائله على الإنسان بلغت مئين وكلهم ذو سنة ** أخذت عن المبعوث من عدنان وغدا ينادي كلنا من جملة الأتباع ** للأسلاف بالإحسان والأشعري إمامنا والسنة الغراء ** سنتنا مدى الأزمان وكذاك أهل الرأي مع أهل الحديث ** في الاعتقاد الحق متفقان ما إن يكفر بعضهم بعضا ولا ** أزرى عليه وسامه بهوان إلا الذين تمعزلوا منهم فهم ** فيه تنحت عنهم الفئتان هذا الصواب فلا تظنن غيره ** واعقد عليه بخنصر وبنان ورأيت ممن قاله حبر له ** نبأ عظيم سار في البلدان أعنى أبا منصور الأستاذ عبد ** القاهر المشهور في الأكوان هذا صراط الله فاتبعه تجد ** في القلب برد حلاوة الإيمان وتراه يوم الحشر أبيض واضحا ** يهدي إليك رسائل الغفران وعليه كان السابقون عليهم ** حلل الثناء وملبس الرضوان والشافعي ومالك وأبو حنيفة ** وابن حنبل الكبير الشان درجوا عليه وخلفونا إثرهم ** إن نتبعهم نجتمع بجنان أو نبتدع فلسوف نصلى النار مذمومين ** مدحورين بالعصيان والكفر منفى فلست مكفرا ** ذا بدعة شنعاء في النيران بل كل أهل القبلة الإيمان يجمعهم ** ويفترقون كالوحدان فأجارنا الرحمن بالهادي النبي ** محمد من ناره بأمان ما وضح الضحى ** وبدا بديجور الدجى النسران والآل والصحب الكرام ومنهم الصديق ** والفاروق مع عثمان وعلى ابن العم والباقون إنهم ** النجوم لمقتد حيران
...نقلاً عن طبقات الشافعية ... | |
|