تؤثر بعض المهن التي يمارسها الفرد على صحة اليدين فتؤدي طبيعة الوظيفة التي يمارسها والمواد المستخدمة في العمل الى الاصابة بالأكزيما مما يستعدي العلاج المناسب في الوقت المناسب
تشققات في جلد اليدين او بقع حمراء او فقاعات تسبب الالم تصيب بشكل دائم بعض الاشخاص دون ان يعلموا ان ذلك يعود الى المهنة التي يمارسونها، ويمكن لهذه الحالة ان تصبح اكزيما وهي من أمراض الجلد التي يصعب علاجها مع الوقت.
يشكو من يعمل في قطاع التعليم من مشاكل جلدية في اليدين لاستعمال الطباشير للكتابة على اللوح الاسود وهي مصنوعة من الكلس، ومادة الكلس تسبب الحساسية لدى البعض والاكزيما لدى البعض الاخر.
البروفسور سفين مالتا جون المتخصص بالأمراض الجلدية في جامعة اوسنابروك الألمانية يقول في هذا الصدد هناك مهن تجعلنا نكون على احتكاك مباشر مع المواد المسببة للحساسية او الأكزيما. فالحلاقون يغسلون عدة مرات يوميا شعر الزبائن قبل القص او التصفيف بالماء والصابون او الشامبو ، وتوجد أنواع تحتوي على مواد تلحق الأذى بالجلد، وهذا بحد ذاته يشكل نوعا من التعذيب لجلد اليدين ما يؤدي لدى البعض الى مشاكل جلدية تتطور الى مرض الاكزيما اذا ما لم تتم المعالجة بسرعة، وليس من الضروري ان يكون الحل بالتخلي عن هذه المهنة والبحث عن أخرى.
والوضع في مهن اخرى ليس أفضل بكثير، فأكثر المعرضين لهذه الاصابة هم الاشخاص الذين يلامسون بشكل دائم المعادن، كالعامل في المصانع وتتطلب منه مهنته ان تلامس يديه دائما سوائل تبريد المعادن، او ربات المنزل وهن اكثر من يشتكي من مشاكل اليدين، بسبب مواد التنظيف او الممرضات والممرضين في المستشفيات فعليهم استعمال مواد مطهرة بشكل دائم تلحق الاذى الكبير بجلد اليدين وتسبب الاكزيما.
ومن يعمل في قطاع البناء يشكو دائما من مشاكل جلدية في يديه بسبب مواد البناء وخاصة خلطة الاسمنت الذي لا يرحم الجلد واذا لم يسبب التهابات حادة فانه يسبب الاكزيما. والمشكلة ان الكثيرين يتجاهلون هذا المرض او يجهلون عوارضه ومسبباته فيلجأون الى عقاقير وكريمات عديمة الفائدة.
وحسب تقديرات البروفسور مالتا جون يوجد في ألمانيا مليوني شخص مصاب بالاكزيما بسبب المهنة التي يمارسونها، ويستعلمون الكريمات او المراهم لتهدأة الآلام او الحكاك او التقليل من الاحمرا، لذا يتطور المرض معهم ويصبح اكزيما مزمنة. والرجال بالاخص لا يأخذون هذا المرض على محمل الجد، ويبدأون بالبحث عن علاج عندما تستفحل الاكزيما في يديهم ويشعرون بآلام ولا يقدرون على إثرها لمس اي شيء بعد ذلك.
ومع ان علاج الاكزيما حتى في هذه الحالة ممكنا دائما لكنه صعب وطويل، مع ذلك فهناك من يتفادى الذهاب الى الطبيب خوفا من ردة فعل صاحب العمل الذي قد يبحث عن بديل عنه لانه لا يستطع انجاز عمله بيدين مريضتين او خوفا من نقل العدوى الى الآخرين حسب اعتقاده، لذا فان أفضل الحلول هي العلاج المبكر. ومن العلامات التي يجب التنبه إليها والاسراع لاستشارة الطبيب المختص من أجل تفادي فداحة الاصابة بالاكزيما حسب قول ا لبروفسور مالتا جون:
- استمرار حكاك كف اليدين طوال أسبوعين من دون سبب معروف
- احمرار راحتي اليدين بشكل ملفتة للنظر
- اصابة ظهر اليدين بالجفاف الحاد والتشقق غير العادي
ولان الطبيب لا يسأل عادة المريض عن المهنة التي يمارسها، يجب على المصاب بمشاكل جلدية في اليدين الاشارة الى ذلك، فهذا يساعد في إعطاء العلاج الصحيح، وسؤال الطبيب عن الوسائل التي تحمي اليدين وغالبا ما تكون قفازات بيضاء طبية من القطن، مع وجوب الحفاظ على اليدين نظيفتين.[center]