أيها المشغول باللذات الفانيات متى تستعد لملمات الممات ?
متى تستدرك هفوات الفوات ?
أتطمع مع حب الوسادات في اللحاق بالسادات ?
وأنى تصل إليهم وأنت هكذا هيهات يا عظيم الجرأة يا كثير الانبساط
أما تخاف عواقب هذا الإفراط يا مؤثر الفاني على الباقي غلطة لا كالأغلاط ؟
ألك صبر يقاوم ألم السياط ?
ألك قدم تمشي وتجتاز الصراط ?
يا من يذنب ولا يتوب كم قد كتبت عليك ذنوب ؟
خل الأمل الكذوب فرب شروق بلا غروب ؟
واأسفاه أين القلوب يدعوك الحق إلى الصلاح ولا تؤوب ؟
تب إلى الله تعالى وعلى الذنوب فلا تنافس
أين الجبابرة الأكاسرة وأين الشجعان الفوارس ؟
أين من اعتاد سعة القصور وقد حبس من القبور في أضيق المحابس ؟
أين المختال في أثوابه عري في ترابه عن الملابس ؟
أين حارس المال أخذ المحروس وقتل الحارس ؟
يا من يُعِدُّ غداً توبته أعلى يقين من بلوغ غد المرء في زلل على أمل ومنية الإنسان بالرصد أيام عمرك كلها عدد ولعل يومك آخر العدد
قف على الباب تائباً وطلِّق الدنيا إن كنت للأخرة طالباً واستدرك من العمر ذاهباً
يا ساهياً لاهياً عما يراد به آن الرحيل وما قدمت من زاد ترجو البقاء صحيحاً سالماً
أبداً هيهات أنت غداً فيمن غدا غادي ... والعاقبة للمتقين