عندما بدأ الشاعر نايف المعلى العتيبى قصيدته بقوله:
"قريت مرة في شروح الصحيحين حديث عقبه ما تعكر مزاجي
قال النبي لا يغلب العسر يسرين يعني لهمك لو يطول انفراجي"
وعند فراغه من إلقائها علق المحكم الأخ الفاضل سلطان العميمي بقوله:
"حديث لن يغلب عسرٌ يسرين حديث ضعيف، فرد عليه الأخ الشاعر هذا حديث جيد الإسناد في الصحيحين، فرد الأخ المحكم الحديث ضعفه الألباني".
أقول:إن ما ذكره الأخ الفاضل المحكم يوحى للمشاهد بالجرأة على الصحيحين ويجعل الشيخ الألباني رحمه الله على قدمٍ واحدةٍ مع البخاري ومسلم وأرباب الصنعة كالإمام أبي داوود والترمذي النسائي وأمثالهم من أساطين الحديث
نعم الحديث ضعيف ولكنه ليس من أحاديث الصحيح بل من أحاديث شروح الصحيح ويعرف ذلك كل من له أدنى خبرة في تخريج الأحاديث ولكن الطامة الكبرى في اعتماد كثير من الدعاة على تصحيح الألباني وتضعيفه لبعض أحاديث الصحيحين وباقي كتب السنة
حتى صرنا نقرأ في هوامش كتيباتهم قال أبوداود صحيح وضعَّفه الألباني، قال الترمذي ضعيف ، وصحَّحه الألباني ، قال الذهبي متروك ووافقه الألباني
ولا اعلم أين يغيب عقل من يعتقد ذلك ويطيب له أن يساوي بين العصفور والشواهين أو بين الممرض والجراحين.
قبل عشرين سنة تقريباً كنت أناقش احد كبار الدعاة، ممن يتحمس للشيخ الألباني رحمه الله تعالى، كيف يصح أن تساووا بين الألباني والبخاري ومسلم؟؟!!
فقال قولة الأمام مالك:"كلٌ يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر" ، ويعني أن الجميع معرض للخطأ إلا النبي – صلى الله عليه وسلم - ، قلت لا شك في ذلك ولكن ما نسبة الخطأ عند الألباني إلى نسبتها عند البخاري مثلا أو مسلم ؟؟!! ،
أقول:الذي يحسب بيديه يخطئ ، وكذلك الآلة الحاسبة الجبارة تخطئ ، ولكن هل خطأ هذه كخطأ ذاك؟؟!! ، هذا هو مثل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ، مع غيره من أصحاب الحديث ، وعلى الرغم من ذلك ركب كثير من الدعاة وممن ينتسب إلى العلم هذا الخطأ والذي نرى أثره اليوم في مقولة هذا المحكم.
سيقول العاطفيون من الناس مال هذا يتطاول على الشيخ الألباني؟؟!! ، إذ أنهم يعتبرون كل نقد لمنهج الشيخ إنما هو حقد عليه وطعن في شخصه فيطلقون العنان لتهويشاتهم الجانبية
ولهؤلاء لا أتوجه بكلامي ، بل أقول لمن له أثارة من عقل إذا ذكر البخاري فلا يذكر في مصافه الترمذي ، أو ذكر مسلم فلا يقارن به أبو داوود ، وكذلك الترمذي وأبو داوود والنسائي أو ابن ماجه ، لا يذكر في مصافهم من دونهم من أهل الحديث ،
فبالله عليكم هل يعقل أو يصح أن يقتحم الألباني هذه الجبال الرواسي أو يقحم بينهم ليصحح للبخاري أو يضعف لمسلم أو يوافق الترمذي وأبو داوود أو النسائي؟؟!!
ختاما أرجو أن يتسع صدر الإخوة الأفاضل المحكمين لكلامي فما حملني على الكتابة في ذلك تخطئتهم علم الله, ولكنه بيان لخطر يقع الناس فيه وهو الجرأة على الفتيا, والجرأة على الصحيحين, والأئمة المحدثين.
فمليون تحية واعتذار وإعجاب مني لمحكمي وشعراء المليون.