الإمام الرباني
الـــمـــوطـــن : سورية عدد المساهمات : 173 نقاط : 517
| موضوع: حوار أعجبني الثلاثاء 23 يوليو 2013, 12:15 pm | |
| منقول عن الأستاذ حمد السنان حفظه الله
جاءتني رسالة جميلة رقيقة من الأخ الكريم عيسى مال الله يستدرك علي فيها ما ذكرته عن السلف والخلف في مقالي "سفراء بلا حدود"، أذكر مقدمتها لتكون مثالا للتناصح، ثم أتحاور معه من خلالها لأثبت الحقيقة التي ذكرتها وهي أننا ننصب من الخصم حكما وخصما في آن واحد، وهذه مقدمة الرسالة:
إلى الأخ الفاضل الشيخ حمد السنان مشرف صفحة روض القارئين حفظه الله عندما كنت أتجول في ربوع روض القارئين يوم الأربعاء 8 ربيع الآخر 1428 هـ الموافق 25 ابريل 2007 أشم هذه الزهرة وأقطف تلك وقفت على جهدك المبذول في أن تنتقي من الروض الورد الذي مالا شوك فيه.
ومن منطلق حديث النبي – صلى الله عليه وسلم - : "تهادوا تحابوا" أحببت أن أهدي لك هذه الباقة من الورد والريحان والتي أرجو أن يكون من الورد الذي لاشوك فيه وإن كان لا يخلو الورد غالبا من الشوك وستكون الباقات عبارة عن زهرات أنثرها بيت يديك لتكون قاعدة مشتركة بيننا نسير عليها لنلتقي في الدنيا على محبة الله وفي الآخرة في جنة الله (بإذن الله تعالى) وإليك هذه الزهرات.
وعد في رسالته سبع زهرات سأُعرض عن الأربع الأولى لأن الخلاف فيها لا يذكر بل الغالب فيها متفق عليه، وابدأ بالخامسة لاحتدام الخلاف فيها لتعرضها للاسماء والصفات ومابعدها مما يتبقى من الزهور..
وسأذكرها دون الرد عليها إلا من بعض التعليقات لأنني لم أذكر الرسالة لأرد عليها بل لأبين كيف يكون التناصح، ثم لأبين معضلة جعل الخصم حكما على باقي الخصوم من خلال فقرات من الرسالة وهوامشها، وإليك ماذكرت أنني سأبدأ به:
الزهرة الخامسة: قواعد في أدلة الأسماء والصفات لله تعالى
وعد أربع قواعد وذكر في الهامش
1- بحث قواعد الأسماء والصفات هو اختصار مبسط لكتاب القواعد المثلى في صفاته وأسمائه الحسنى لشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
2- وعلم بهذا بطلان مذهب المفوضة... إلى آخر التعليق (القواعد المثلى – 35)
وتكلم عن صفة اليد في القاعدة الرابعة ثم ذكر في الهامش:
1- وقد ذكر ابن تيمية هذه بالقاعدة الثالثة في الرسالة التدمرية..
وفي قواعد الأسماء تكلم في القاعدة السابعة ثم ذكر في الهامش:
2- ولم يصح عن النبي تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف "الشيخ ابن عثيمين" ص14 القواعد المثلى "وكذلك ضعيف الجامع"
ثم ذكر مرة أخرى قواعد في صفات الله وقال:صفات الله تنقسم إلى قسمين... ثم ذكر في الهامش
1- وقد ذكر هذه القاعدة ابن تيمية في الرسالة التدمرية بالقاعدة الأولى
2- راجع تقريب التدمرية للشيخ ابن عثيمين والتحفة المهدية للشيخ فالح بن مهدي آل مهدي 133
ثم ذكر قول مالك الاستواء غير مجهول*، والكيف غير معلوم، والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وذكر في الهامش..
*أي لغة ومعنى
1- ذكر ابن تيمية في الرسالة التدمرية بالقاعدة الرابعة، راجع تقريب التدمرية
2- القواعد المثلى
ولي تعليق بسيط على قول أخي "أي لغة ومعنى"
من أنبأك أن مالكاً يعني الذي قطعت به، لماذا لا يعني بقوله "الاستواء غير مجهول"... أي معلوم الورود دون معلومية المعنى... أي ورد في القرآن الكريم ألا يحتمل ذلك لفظا وعقلا.. فلماذا الترجيح دون مرجح.
الزهرة السادسة: طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم
وفيها يستدرك على قول العلماء "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم" ثم قال: قال الشوكاني.....الخ
قال الشيخ بكر بن زيد...الخ ليحتج لقوله.
ولي تعليق بسيط كذلك وماذا لو قلت: قال سلطان العلماء العز بن عبدالسلام "طريقة التأويل" اي طريقة الخلف "بشرطها أقربها إلى الحق"
وكذلك لو قلت: قال الدكتور سعيد رمضان البوطي "ومذهب الخلف في عصرهم أصبح هو المصير الذي لا يمكن التحول عنه...."
الزهرة السابعة: "ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون"
يستدرك بها على قولي "بأن الاسلام قد استقر في القلوب بصفة تدفع غوائل الشرك عنه" ويستدرك كذلك بالحديث "من حلف بغير الله فقد أشرك"
وقوله صلى الله عليه وسلم: "فيما يرويه عن ربه: قال الله أنا أغنى الشركاء عن الشريك.. إلى آخر الحديث، وطائفة أخرى من الأحاديث في نفس الباب.
ولي تعليق بسيط أنني قلت أن الاسلام قد استقر في القلوب وأعني قلوب المسلمين والآية كما ذكرت في تفسيرها عن ابن عباس قال:
من إيمانهم... إذا قيل لهم من خلق السموات، ومن خلق الارض ومن خلق الجبال قالوا "الله" وهم مشركون به ...
فيا أخي الحبيب، عندما قال ابن عباس قالوا.. من يعني به مشركي مكة أم مسلمي اليوم؟!
وأما الاستدلال بالشرك الأكبر بحديث "من حلف بغير الله فقد أشرك".. فأعجب كيف فات عليك وأنت طالب العلم أن هذا الحديث وأمثاله يعني به جماهير العلماء بالشرك الأصغر الغير مخرج من الملة...
وفي صحيح البخاري – باب لا يحلف باللات والعزى ولا بالطواغيت، ج/11، ص545-
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق"..
قال ابن حجر قال جمهور العلماء: من حلف باللات والعزى أو غيرهما من الأصنام أو قال إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني أو بريء من الإسلام او من النبي صلى الله عليه وسلم لم تنعقد يمينه وعليه أن يستغفر الله ولا كفارة عليه ويستحب أن يقول لا إله إلا الله.
في فتح الباري – ج11 كتاب الأيمان والنذور، ص546، باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام-
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله". ولم ينسبه إلى الكفر..
قال ابن حجر في الشرح ولم يجزم المصنف بالحكم هل يكفر الحالف بذلك أو لا لكن تصرفه يقتضي أن لا يكفر بذلك لأنه علق حديث "من حلف باللات العزى فليقل لا إله إلا الله" ولم ينسبه إلى الكفر، وتمام الاحتجاج أن يقول لكونه اقتصر على الأمر بقول لا إله إلا الله، ولو كان ذلك يقتضي الكفر لأمره بتمام الشهادتين.
وفي كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور وهبه الزحيلي – ج3، ص387، باب اليمين بغير الله صورة ومعنى (الحلف بالمخلوق) –
إذا حلف الإنسان بغير الله تعالى، كالإسلام أو بأنبياء الله تعالى أو بملائكته أو بالكعبة أو بالصلاة والصوم والحج، أو قال: "علي سخط الله وعذابه" أو بالآباء والأمهات أو الأبناء، أو بالصحابة أو بالسماء أو بالأرض أو بالشمس أو بالقمر والنجوم ونحوها،
ومثل: لعمرك وحياتك وعيشك وحقك فلا يكون يمينا بإجماع العلماء، وهو مكروه. قال الشافعي: أخشى أن يكون معصية ولا يجب عليه كفارة، لأنه حلف بغير الله تعالى.
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم..
ذكرت أول كلامي عن الرسالة أنني أوردتها لغايتين:
الأولى: لبيان كيف يكون التناصح.
الثانية: لبيان أننا نحتكم إلى الخصم ضد الخصوم الأخرى أو كما ذكرت نجعله حكما وخصما في آن واحد...
وقد تبين لك صدق كلامي باستدلال الأخ الكريم في غالب هوامش الرسالة بقول الامام ابن تيمية والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله...
وهؤلاء خصوم يخالفهم علماء في دعواهم فكيف نجعل من الامام ابن تيمية حكماً على الغزالي والنووي والباقلاني وكل من خالفه من المتقدمين والمتأخرين...
وهل يصح ذلك أو يعقل فإن قلت إنه يقول بقول السلف فأقول وبماذا يقول الآخرون الذين هم في مرتبته في الامامة او من هم أعلى من مرتبته
من الذي جعل من الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى حكما على أئمة المسلمين وكيف صارت دعواه حكماً على دعاوى أئمة المسلمين
فإن قلت قال ابن تيمية وغيره فكذلك اقول قال النووي وغيره، وقل مثل ذلك على من قلده وسار على نهجه، فإن قلت ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله لماذا تمنعني أن أقول قال مفتي الجمهورية علي جمعة أو قال الدكتور سعيد رمضان البوطي.
ما هو وجه التفاضل بين ابن تيمية ومخالفيه وابن باز وابن عثيمين ومخالفيهم... أعطني وجه التفاضل، وأعطيك الانقياد للفاضل..
ثم لماذا لا نقول ونريح الأمة من هذا الخلاف الذي طال، ولا طائل وراءه، لماذا لا نجمع الامة على القولين، وأعني السلف والخلف، وبالأخص أن مذهب الخلف يرجع أصلا إلى مذهب السلف ولا تنافي بين المذهبين
بل وإقرار الخلف بأن مذهب السلف أسلم وأن مذهب الخلف قول تحتمه الضرورة
وفي ذلك يقول الامام الحافظ ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري"... :"فإنهم أي الأشاعرة وهم الخلف....... حتى يقول فحينئذ يسلكون طريق التأويل ويثبتون تنزيهه تعالى بأوضح الدليل فإذا أمنوا من ذلك رأوا أن السكوت أسلم، وترك الخوض في التأويل إلا عند الحاجة أحزم، وما مثالهم في ذلك إلا مثل الطبيب الحاذق الذي يداوي كل داء من الأدواء بالدواء الموافق...
إلى آخر كلامه مما يثبت أن مذهب الخلف في التأويل مذهب تدعوه الضرورة فقط".
شكرا لأخي الحبيب عيسى مال الله على رسالته الغالية... وبمثل ذلك فليتناصح المتناصحون. | |
|