salimsalim3
الـــمـــوطـــن : الجزائر عدد المساهمات : 34 نقاط : 73
| موضوع: من المومنين رجال: سيدي أبو حامد الغزالي الإثنين 21 مارس 2011, 12:23 am | |
|
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا قل لاأسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى لَقَد تَّابَ الله على النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
تعريف الإمام الحجة
الإمام زين الدين حجة الإسلام أعجوبة الزمان أبو حامد محمد الغزالي الطوسي الشافعي (ت 505هـ) الفقيه الأصولي الشافعي ، مجتهد زمانه وعين أوانه وهو العلامة الزاهد الرباني والفليسوف الحاذق والمتكلم الماهر صاحب التصانيف والذكاء المفرط ، جامع أشتات العلوم له التآليف الحسان التي طارت في الآفاق مثل إحياء علوم الدين في التصوف ، والمستصفى في الأصول ، ومقاصد الفلاسفة وتهافت الفلاسفة ومحك النظر ومعيار العلم ، في الفلسفة ، والوسيط والوجيز في الفقه ، ويعد من مجددي القرن الخامس الهجري لم تر مثله العيون لساناً وبياناً ونطقاً وخاطراً وذكاءً وطبعاً فكان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه.
من كلام عبد الغافر الفارسي المعاصر للإمام في ترجمته
قال أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الخطيب الفارسي، خطيب نيسابور : محمد بن محمد بن محمد أبو حامد الغزالي، حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة الدين، من لم تر العيون مثله، لسانا، وبيانا، ونطقا، وخاطرا، وذكاء، وطبعا. أخذ في صباه، بطوس، من الفقه، على الإمام أحمد الراذكاني. ثم قدم نيسابور مختلفاً إلى درس إمام الحرمين، في طائفة من الشبان من طوس. وجد، واجتهد، حتى تخرج عن مدة قريبة، وفاق الأقران، وحمل القرآن، وصار أنظر أهل زمانه، وواحد أقرانه، في أيام إمام الحرمين. وكان الطلبة يستفيدون منه، ويدرس لهم، ويرشدهم. وبلغ الأمر به إلى أن أخذ في التصنيف. ثم بقى كذلك إلى انقضاء أيام الإمام، فخرج من نيسابور، وصار إلى المعسكر، واحتل من مجلس نظام الملك محل القبول، وأقبل عليه الصاحب لعلو درجته، وظهور اسمه، وحسن مناظراته وجري عبارته. وكانت تلك الحضرة محط رحال العلماء، ومقصد الأئمة والفصحاء، فوقعت للغزالي اتفاقات حسنة من الاحتكاك بالأئمة، وملاقاة الخصوم ، ومناظرة الفحول. وظهر اسمه في الآفاق، حتى أدت الحال به إلى أن رسم للمسير إلى بغداد، للقيام بالتدريس في المدرسة الميونة النظامية بها، فصار إليها، وأعجب الكل بتدريسه، ومناظرته، وما لقي مثل نفسه، وصار بعد إمامة خراسان إمام العراق. ثم نظر في علم الأصول، وكان قد أحكمها، فصنف فيه التصانيف. وجدد المذهب في الفقه. فعلت حشمته ودرجته في بغداد، حتى كانت تغلب حشمة الأكابر والأمراء، ودار الخلافة. وانقلب الأمر من وجه آخر، وظهر عليه بعد مطالعة العلوم الدقيقة، وممارسة الكتب المصنفة فيها، وسلك طريق التزهد والتأله، وترك الحشمة، وطرح ما نال من الدرجة، والاشتغال بأسباب التقوى، وزاد الآخرة. فخرج عما كان فيه، وقصد بيت الله وحج. ثم دخل الشام وأقام في تلك الديار قريباً من عشر سنين يطوف، ويزور المشاهد المعظمة. وأخذ في التصانيف المشهورة، التي لم يسبق إليها، مثل: ((إحياء علوم الدين)) والكتب المختصرة منها، مثل ((الأربعين)) وغيرها من الرسائل، التي من تأملها علم محل الرجل من فنون العلم. وأخذ مع هذا في مجاهدة النفس، وتغيير الأخلاق، وتحسين الشمائل، وكرم الأخلاق، والتزين بزي الصالحين، وقصر الأمل، ووقف الأوقاف على هداية الخلق، ودعائهم إلى ما يعنيهم من أمر الآخرة، وتبغيض الدنيا، والاشتغال بها على السالكين، والاستعداد للرحيل إلى الدار الباقية، والانقياد لكل من يتوسم فيه أو يشم منه رائحة المعرفة، أو التيقظ لشيء من أنوار المشاهدة، حتى مرن على ذلك. ثم عاد إلى وطنه لازماً بيته، مشتغلا بالتفكر، ملازماً للوقت، مقصودا، نفيساً وذخرا للقلوب، ولكل من يقصده، ويدخل عليه. ولقد سمع سلطان خرسان وتحقق بمكان الغزالي ، ودرجته، وكمال فضله، وحالته، وصفاء عقيدته، ونقاء سيرته، فتبرك به، وأحضره، وسمع كلامه، وطلب منه أن لا يبقى أنفاسه، وفوائده عقيمة لا استفادة منها، ولا اقتباس من أنوارها، وألح عليه مكل الإلحاح، وتشدد في الاقتراح، إلى أن أجابه الإمام إلى الخروج، وحمل إلى نيسابور. وهكذا، هكذا، إلى أن ارتاض كل الرياضة، وظهرت له الحقائق، وصار ما كنا نظن به ناموساً، وتخلقاً، طبعاً وتحققا، وأن ذلك أثر السعادة المقدرة له من الله تعالى. ثم سألناه عن كيفية رغبته فى الخروج من بيته، والرجوع إلى ما دعي إليه من أمر نيسابور؟ فقال معتذرا عنه: ما كنت أجوز فى ديني أن أقف عن الدعوة، ومنفعة الطالبين بالإفادة، وقد حق على أن أبوح بالحق وأنطق به، وأدعو إليه. وكان صادقاً في ذلك. ثم ترك ذلك قبل أن يترك، وعاد إلى بيته، واتخذ في جواره مدرسة لطلبة العلم، وخانقة للصوفية. وكان قد وزع أوقاته، على وظائف الحاضرين، من ختم القرآن، ومجالسة أهل القلوب، والقعود للتدريس، بحيث لا تخلو لحظة من لحظاته، ولحظات من معه عن فائدة؛ إلى أن أصابه عين الزمان، وضنت الأيام به على أهل عصره، فنقله الله إلى كر يم جواره، بعد مقاساة أنواع من القصد، والمناوأة من الخصوم، والسعي به إلى الملوك، وكفاية الله به، وحفظه وصيانته عن أن تناوشه أيدي النكبات، أو ينتهك ستر دينه بشيء من الزلات. وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين ((البخارى)) و ((مسلم)) اللذين هما حجة الإسلام، . مضى إلى رحمة الله تعالى، يوم الاثنين، الرابع عشر، من جمادى الآخرة، سنة خمس وخمسمائة. ودفن بظاهر قصبة طابران، والله تعالى يخصه بأنواع الكرامة في آخرته، كما خصه بفنون العلم فى دنياه بمنه، ولم يعقب إلا البنات. وكان له من الأسباب إرثاً وكسباً ما يقوم بكفايته، ونفقة أهله وأولاده، فما كان يباسط أحدا في الأمور الدنيوية، وقد عرضت عليه أموال، فما قبلها، وأعرض عنها، واكتفى بالقدر الذي يصون به دينه، ولا يحتاج معه إلى التعرض لسؤال ومنال من غيره.
| |
|