النبى صلى الله عليه وسلم يوافق اليهود فى الصفات ولا ينكر عليهم
قال ابن تيمية فى كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح المجلد الرابع صفحة اربعمائة وتسعة عشر
ما نصه < وأما ما في التوراة من إثبات الصفات فلم ينكر النبي شيئا من ذلك بل كان علماء اليهود إذا ذكروا شيئا من ذلك يقرهم عليه ويصدقهم عليه كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود أن حبرا من اليهود جاء إلى رسول الله فقال يا محمد إن الله عز وجل يوم القيامة يحمل السماوات على إصبع والأرض على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول أنا الملك قال فضحك النبي حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا لقول الحبر ثم قرأ
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه الآية
وفي التوراة إن الله كتب التوراة بإصبعه
وإذا ثبت أن مثل هذه النصوص في التوراة والكتب المتقدمة باتفاق أهل الكتاب وبما يشهد على ذلك من أخبار الرسول بنظير ذلك وترك إنكاره لما في التوراة وتصديقه على ما كانوا يذكرونه من ذلك لم يكن المسلمون مختصين بذكر ما سموه تجسيما بل يلزم أهل الكتاب اليهود والنصارى من ذلك نظير ما يلزم المسلمين>
رد اهل السنة والجماعة على هذا الهراء والادعاء
قال صاحب كتاب الاحتجاج ما نصه ص279
< فإن قيل: قد أقره النبي صلى الله عليه وسلم وضحك تعجباً وقرأ الآية تصديقاً لِما ذكره. كما قال ابن خزيمة رحمه الله: (وقد أجل الله قدر نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف الخالق الباري العظيم بحضرته بما ليس من صفاته فيسمعه فيضحك عنده ويجعلَ بدل وجوب التكبير والغضب ضحكاً تبدو منه نواجذه)( ).
وقال ابن تيمية رحمه الله: (..وكان اليهود إذا ذكروا بين يديه أحاديث في ذلك يقرأ من القرآن ما يصدقها كما في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود أن يهودياً قال للنبي إن الله يوم القيامة يمسك السموات على إصبع..)( )
فالجواب عن الأول: نعم قد أجل الله قدرَ نبيه صلى الله عليه وسلم عن أن يوصف الخالق بحضرته بما ليس من صفاته فيسمعه ولا ينكر وقد فعل فعلين كل واحد مهما يدل على إنكاره عند العقلاء. الأول هو الضحك استخفافاً من هذا القول الذي تمجه الأسماع ولا تخفى ركاكته وتهافته على منزه فإذا كانت الأرضون على إصبع فكيف تكون الجبال على إصبع غيره ثم يكون الشجر على إصبع
آخر والماء على إصبع وكل ذلك من الأرض؟ هل هذا إلا من شر البلية!. والثاني هو قراءة الآية الكريمة وتدل على الإنكار من وجهين.
الأول: التصريح بأنهم لم يقدروا الله حق قدره بعد هذا الوصف وأنه تعالى عن ما يشركون. ويشهد له ما أخرجه الطبري بسنده عن سعيد بن جبير قال تكلمت اليهود في صفة الرب فقال ما لم يعلموا ولم يروا فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم "وما قدروا الله حق قدره" ثم بين للناس عظمته فقال: (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)( ) فجعل صفتهم التي وصفوا الله بها شركاً( )
والوجه الآخر أن ظاهر الآية يخالف ظاهر خبر اليهودي فأين طوي السموات بيمينه من جعلها على أحد الأصابع ؟ وكذلك الأرض جميعها بما فيها من جبال وشجر وماء أين جعلُها على أصابع من قوله تعالى "والأرض جميعا قبضته يوم القيامة" ؟
فلا نسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على اليهودي، وقولُ من قال من الرواة إنه ضحك تصديقاً فهو ظن منه وحسبان قال الخطابي رحمه الله: (واليهود مشبهة وفي ما يدعونه منزلاً من التوراة ألفاظٌ تدخل في باب التشبيه وليس القول بها من مذهب المسلمين … وقول من قال من الرواة "تصديقاً لقول الحبر" ظن وحسبان والأمر فيه ضعيف).( )