الرد المخيف على من ضعف حديث مسجد الخيف

1__ قال ابن حجر الهيتمى فى مجمع الزوائد(3/640) والطبرانى فى معجمه الكبير(12/316.13525) وهو فى مسيخه ابن طمهان جميعهم من حديث ابراهيم بن طمهان عن منصور عن مجاهد: عن ابن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسجد الخيف قبر سبعون نبيا )) رواه البزار ورجاله ثقات.

وقال الحافظ ابن حجر فى نختصر زوائد البزار رقم813 :اسناده صحيح .فهذا اسناد رجاله ثقات وهو غايه فى الصحه بل هو صحيح على شرط الشيخين فلله در هذين الحافظين الجليلين .

اعتراض الألبانى على هذا الحديث والرد عليه

قال الألبانى فى كتابه تحذير الساجد (1/68):

الأول : أننا لا نسلم صحة الحديث المشار إليه لأنه لم يروه أحد ممن عني بتدوين الحديث الصحيح ولا صححه أحد ممن يوثق بتصحيحه من الأئمة المتقدمين ولا النقد الحديثي يساعد على تصحيحه فإن في إسناده من يروي الغرائب وذلك مما يجعل القلب لا يطمئن لصحة ما تفرد به قال الطبراني في معجمه الكبير " ( 3 / 204 / 2 ) : حدثنا عبدان بن أحمد نا عيسى بن شاذان نا أبو همام الدلال نا إبراهيم بن طمهان عن منصور عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا " وأورده الهيثمي " المجمع " ( 3 / 298 ) بلفظ : قبر سبعون نبيا وقال : " رواه البزار ورجاله ثقات " وهذا قصور منه في التخريج فقد أخرجه الطبراني أيضا كما رأيت قلت : ورجال الطبراني ثقات أيضا غير عبدان بن أحمد وهو الأهوازي كما ذكر الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 136 ) ولم أجد له ترجمة وهو غير عبدان بن محمد المروزي وهو من شيوخ الطبراني أيضا في " الصغير " ( ص 136 ) وغيره وهو ثقة حافظ له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 11 / 135 ) و " تذكرة الحفاظ " ( 2 / 230 ) وغيرها لكن في رجال هذا الإسناد من يروي الغرائب مثل عيسى بن شاذان قال فيه ابن حبان في " الثقات " : " يغرب " وإبراهيم بن طمهان قال فيه ابن عمار الموصلي : ضعيف الحديث مضطرب الحديث " وهذا على إطلاقه وإن كان مردودا على ابن عمار فهو يدل على أن في حديث ابن طهمان شيئا ويؤيده قول ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " ( 2 / 1 ) : أمره مشتبه له مدخل في الثقات ومدخل في الضعفاء وقد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات وقد تفر عن الثقات بأشياء معضلان سنذكره إن شاء الله في كتاب الفصل بين النقلة إن قضى الله سبحانه ذلك وكذلك كل شئ توقفنا في أمره ممن له مدخل في الثقات ولذلك قال فيه الحافظ ابن حجر في " التقريب " : " ثقة يغرب .

والجواب عن هذا الكلام نقول

اولا:قوله (لانسلم بصحه هذا الإسناد) فهذه مكابره فهذا اسناد يفرح به لأن رجاله ائمه حفاظ ثقات ثانيا:قوله( لم يرويه احد ممن عنى بتدوين الحديث الصحيح)نقول لايشترط للحديث ان يكون فى مصنف خاص بالصحيح والألبانى نفسه قد حسن وصحح احاديث كثيره ليس لها إلا مخرض واحد ولم تروا فى الصحاح او فى كتب مشهوره ثالثا:قوله (ولاصححه احد ممن يوثق بتصحيحه)أقول كلا بل صححه الحافظ ابن حجر العسقلانى فى مختصر زوائد البزار برقم813 وقال اسناد صحيح رابعا:قوله (ولا النقد الحديثى يساعد على تصحيحه فإن فى اسناده من يروى الغرائب)أقول بل الصواب ان رجاله حفاظ ثقات والحافظ الثقه يغرب على غيره لكثره محفوظاته وهذا جلى وواضح فى هؤلاء الأئمه خامسا:اما قوله( ورجال الطبرانى ثقات غير عبدان بن احمد وهو الأهوازى كما ذكر الطبرانى فى المعجم ولم اجد له ترجمه)نقول بل هو الحافظ الثقه عبدالله بن احمد بن موسى الاهوازى الجويليقى المعروف بعبدان كان من ائمه هذا الشأن يحفظ مائه الف حديث ترجم له الذهبى فى سير اعلام النبلاء(14/168)وفى تذكره الحفاظ(2/688) سادسا :قوله(لكن فى رجال هذا الإسناد من يروى الغرائب امثال عيسى بن شاذان قال فيه ابن حبان فى الثقات يغرب)نقول بل هو ثقه حافظ كما قال الحافظ ابن حجر فى التقريب رقم5297 وقال ابو داود ما رأيت احمد مدح انسانا قط إلا عيسى بن شاذان وسمعت احمد يقول عيسى بن شاذان كيس ووثقه اخرون واما عن قول ابن حبان فيها نه كان من الحفاظ ممن يغرب فكلام ابن حبان ليس من الجرح فى شيئ وقد قال الإمام الحافظ ابن حجر فى كتابه القول المسدد(1/31): وابن حبان ربما جرح الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه. ولا شيئ من ناحيه عيسى بن شاذان فالرجل قد توبع واعترف بذلك الألبانى كما فى حاشيه كتابه سابعا:اما عن قوله(وابراهيم بن طمهان قال فيه ابن عمار الموصلى ضعيف الحديث مضطرب الحديث هذا وان كان مردودا على ابن عمار فهو يدل على ان فى حديث ابن طمهان شيئا ..)اقول كفانا اعتراف الألبانى فى ان كلام ابن عمار مردودا عليه قال الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب(1/113): وقال الحسين بن ادريس سمعت محمد بن عبدالله بن عمار الموصلي يقول فيه ضعيف مضطرب الحديث قال فذكرته لصالح يعني جزرة فقال ابن عمارة من أين يعرف حديث ابراهيم إنما وقع إليه حديث ابراهيم في الجمعة يعني الحديث الذي رواه ابن عمار عن المعافى بن عمران عن ابراهيم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة أول جمعة جمعت بجواثا (1) قال صالح والغلط فيه من غير ابراهيم لان جماعة رووه عنه عن أبي جمرة عن ابن عباس وكذا هو في تصنيفه وهو الصواب وتفرد المعافى بذكر محمد ابن زياد فعلم أن الغلط منه لا من ابراهيم. وقال المزى فى تهذيب الكمال فى ابراهيم بن طهمان : و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه و أبو حاتم : ثقة و قال عثمان بن سعيد الدارمى : كان ثقة فى الحديث ، لم يزل الأئمة يشتهون حديثه ، و يرغبون فيه و يوثقونه و قال صالح بن محمد الحافظ : ثقة حسن الحديث ، يميل شيئا إلى الإرجاء فى الإيمان ، حبب الله حديثه إلى الناس ، جيد الرواية . و قال إسحاق بن راهويه : كان صحيح الحديث ، حسن الرواية ، كثير السماع ، ما كان بخراسان أكثر حديثا منه ، و هو ثقة و قال أبو زرعة : ذكر عند أحمد و كان متكئا فاستوى جالسا ، و قال : لا ينبغى أن يذكر الصالحون فنتكىء . و قال الدارقطنى : ثقة إنما تكلموا فيه للإرجاء . و قال البخارى فى " التاريخ " : حدثنا رجل حدثنى على بن الحسن بن شقيق سمعت ابن المبارك يقول : أبو حمزة السكرى و إبراهيم بن طهمان صحيحا العلم و الحديث . قال البخارى : و سمعت محمد بن أحمد يقول : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن إبراهيم فقال : صدوق اللهجة . و قال ابن حبان فى " الثقات " : قد روى أحاديث مستقيمة تشبه أحاديث الأثبات قلت اى الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب: الحق فيه أنه ثقة صحيح الحديث إذا روى عنه ثقة ، و لم يثبت غلوه فى الإرجاء و لا كان داعية إليه بل ذكر الحاكم أنه رجع عنه و الله أعلم.

ثم عاد الألبانى وقال فى الحديث

وأنا أخشى أن يكون الحديث تحرف على أحدهما فقال : " قبر " بدل " صلى " لأن هذا اللفظ الثاني هو المشهور في الحديث فقد أخرج الطبراني في " الكبير ( 3 / 1551 ) بإسناد رجاله ثقات عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا : صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا . . . ) الحديث وكذلك رواه الطبراني في الأوسط " ( 1 / 119 / 2زوائده ) ( 75 ) وعنه المقدسي في " المختارة " ( 249 / 2 ) والمخلص في " الثالث من السادس من المخلصيات " ( 70 / 1 ) وأبو محمد بن شيبان العدل في " الفوائد " ( 2 / 222 / 2 ) وقال المنذري ( 2 / 116 ) : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن ولا شك في حسن الحديث عندي فقد وجدت له طريقا اخرى عن ابن عباس

رواه الأزرقي في " أخبار مكة " ( ص 35 ) عنه موقوفا عليه وإسناده يصلح للإستشهاد به كما بينته في كتابي الكبير " حجة الوداع " ( ولم ينجز بعد ) ثم رواه الأزرقي ( ص 38 ) من طريق محمد بن إسحاق قال : حدثني من لا أتهم عن عبدالله بن عباس به موقوفا . فهذا هو المعروف في هذا الحديث والله أعلم .

والرد على ذلك

اولا اما عن قوله(اخرجه الطبرانى بإسناد رجاله ثقات عن سعيد بن جبير عن ابن عباس) فهذا كلام بخلاف الواقع لأن هذا الحديث رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط جميعهم من حديث محمد بن فضل عن عطاء ابن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فى مسجد الخيف سبعون نبيا..) وهذا الإسناد فيه عطاء ابن السائب وكان قد اختلط وقد تغافل الألبانى عن ذلك وقال بإسناد كلهم ثقات ولم يهر السند حتى لاينكشف امره وكم ضعف الألبانى احاديث فيها عطاء بن السائب ولكن صححه لأنه وافق هواه ولعل الصواب ان الحديث موقوف ثانيا:قوله ولاشك فى حسن الحديث عندى فقد وجدت له طريقا اخرى عن ابن عباس واسناده يصلح الإستشهاد به) نقول بل اخرجه الأزرقى فى تاريخ مكه(1/96) والفاكهى فى اخبار مكه برقم2603 من حديث كلاهما من حديث مروان بن معاويه عن أشعث بن سوار عن عكرمه عن ابن عباس قال صلى فى مسجد الخيف سبعون نبيا) وفى اسناد هذا الحديث أشعث بن سوار قال عنه الالبانى نفسه كما فى ضعيفته(2/407):وأشعث هذا ضعيف كما فى التقريب.وعده الألبانى من شيوخ شعبه الضعفاء فى ضعيفته(2/283). ثالثا:لاتعارض بين الحديثين فالأول مرفوع والثانى موقوف والمصير لحديث ابن عمر فى مسجد الخيف قبر سبعون نبيا لأنه قد تسلسل بالحفاظ الأئمه الثقات واما عن قوله الالبانى ان لفظه (صلى)هى المشهوره فخرافه منه والله المستعان

نقلا من صفحة كشف عوار الوهابية بالفيس بوك للاخ احمد السيد

***عدد المساهمات*** : 224 نقاط : 475

شكرا لكم .

» حديث الجارية عند أهل السنة والجماعة / إقتباس من: القوفل الجارية بشرح حديث الجارية للشيخ الداني /
» اعتقال 30 باكستانيًّا بتهمة قتل رجل حرق المصحف في مسجد
» «مسجد جينيه الكبير»أكبر مبنى من الطوب في العالم
» حديث جبريل - أخبرني عن الإحسان
» حديث الآحاد وحديث الجارية