وليد79
عدد المساهمات : 224 نقاط : 475
| موضوع: مذهب أهل السنة والجماعة الأحد 25 سبتمبر 2011, 11:34 pm | |
|
مذهب أهل السنة والجماعة وهم الصحابة، أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه بإحسان وهو قول الرسل جميعاً -عليهم الصلاة والسلام- العرش والسماوات والأراضين وكل الأشياء مخلوقة لله، والله غني عنها، فالله لا يحويه مكان ولا يحده زمان وعلمه محيط بكل شيء سبحانه وتعالى، قال الله -عز وجل: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) [سورة طـه:5]. وقال سبحانه ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [سورة الأعراف:54] ذكر هذا -سبحانه - في سبعة مواضع في كتابه العظيم. هذا العلو ليس علو مكان -جل وعلا -، لأنه خالق كل الأمكان. قال تعالى: ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [الأنعام:101]، معتقد أهل السنة والجماعة: ففوض جماعة وقالوا: أن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن الممارسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود. وأوّلها آخرون فقالوا: أن الله على العرش استوى يعني علا وارتفع، دون اعتقاد حلول الله في العرش أو أنه فوقه بالمسافة.
وقالت المجسمة السلفية وسلفهم الكرامية الله في مكان، وأتفقوا أنه ليس الأرض، ثم اختلفوا، فمنهم من قال: معنى على العرش يعني قد علا عليه واستقر فوقه بملامسة -سبحانه وتعالى -. وقال آخرون: المعنى أنه فوق العرش، والعرش فوق المخلوقات، وهو أعلاها، والله فوقه، أي أن الله فوق العرش بمسافة كما بين السماء والارض دون أن يحددوا المسافة التي تفصلهما -سبحانه وتعالى عما يصفون- .
ولا يقول أن الله في كل مكان، حاشا وكلا. لأن هذا قول بعقيدة الحلول أيضا.
ولهذا يقول أهل السنة والجماعة، يجب الإيمان بأسماء الله وصفاته بالمعنى اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، لا تحمل آيات الصفات ولا أحاديثها على المعاني التي للمخلوق (المعاني الظاهرة), وإنما يفوضون حقيقة معانيها إلى الله عز وجل ويسميه أهل السنة تأويلا إجماليا. أو يأويونها تأويلا تفصيليا كما مرّ قريبا انهم يؤولون قوله تعالى على العرش استوى بعلا وارتفع.
أما الجهمية, والمعتزلة, فأولوا تأويلات بعيدة فعطلوا. والكرامية وخلفهم السلفية أثبتوها وحملوها على المعاني الظاهرة فشبهوا، وقالوا: لا نفوض حقيقة المعنى إلى الله ولا نؤول. بل لذات الله وصفاته كيفيات، فالواجب تفويض علم الكيفية لا علم المعاني.
وأما أهل السنة والجماعة المعروفون بعقيدتهم النقية فإنهم لا يعطلون ولا يجسمون بل يمرون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت, من غير تحريف ولا تعطيل, ولا تكييف, ولا تمثيل, لا الاستواء, ولا القدم, ولا اليد, ولا الأصابع, ولا الضحك, ولا الرضا, ولا الغضب, كلها يمرونها كما جاءت مع الإيمان بأنها حق, وأنها صفات لربنا- عز وجل- يجب إثباتها له- سبحانه وتعالى- على المعنى اللائق به من غير تحريف, ولا تعطيل, ولا تكييف, ولا تمثيل.
ولا شك أنه ضل بسبب الخلاف في العقيدة فرق كثيرة كالمعتزلة والجهمية والرافضة والقدرية والكرامية والسلفية وغيرهم، ضلوا فيما خالفوا فيه الكتاب والسنة وما عليه خيار هذه الأمة من أئمة الهدى من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان والأئمة المهتدين ،فيما تأولوه من أسماء الله وصفاته على غير تأويله فالمجسمة حملوها على معانيها الظاهرة والمعطلة أولوها تأويلات بعيدة، وأبو الحسن الأشعري رحمه الله أحد إئمة أهل السنة والجماعة؛ لكونه رجع عن مذهب الاعتزال واعتنق مذهب أهل السنة، فمدح الأئمة له مدح لمذهب الأشاعرة الذين ردوا على أهل التعطيل والتجسيم في كل عصر. وأوضحها في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ولم يبين حقيقة معانيها ونفى عن الله كل وجوه الشبه (الجسمية واللوازمها من المكان والكيفيات وو) قال الله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [الشورى:11] ، فالواجب تفويض علم حقيقة ذلك كله إلى الله ، وليس التفويض الكيفية (الهيئة) مذهب السلف بل هو مذهب مبتدع مخالف لما عليه السلف الصالح.
وروى أبو بكر الخلال في كتاب "السنة" عن الأوزاعي قال: (سئل مكحول والزهري عن تفسير الأحاديث فقالا: أمِرُّوها كما جاءت). وروى أيضاً عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات فقالوا: (أمِرُّوها كما جاءت)، وفي رواية: قالوا: (أمِرُّوها كما جاءت بلا كيف)، وقولهم رضي الله عنهم: (أمروها كما جاءت) رد على المعطلة، وقولهم: (بلا كيف) رد على المشبهة والممثلة. والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين، ومن طبقتهم: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة وأمثالهما. وروى أبو القاسم الأزجي بإسناده عن مطرِّف بن عبد الله قال: سمعت مالك بن أنس إذا ذكر عنده من يدفع أحاديث الصفات يقول: (قال عمر ابن عبد العزيز: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله، ليس لأحد من خلق الله تغييرها ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً) | |
|