سيدنا النبي صاحب الخلق العظيم عليه الصلاة والسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين من وصفه الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: !!وانك لعلى خلق عظيم!! ((سورةالقلم/4 ))
أما بعد، فان خير الهدي هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذا، وان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ، وعظيم صفاته حسن الخلق.
وقد كان النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام يرشد امته ويحضهم على حسن الخلق، يقول عليه الصلاة والسلام: "ما من شىء اثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق".
ويقول النبي الاعظم عليه الصلاة والسلام " ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسنكم اخلاقا".
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام في حض المؤمنين على حسن الخلق: "اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم".
وفي حديث ءاخر يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "ان المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم"رواه ابو داود، ففي هذا الحديث الشريف يبين النبي عليه الصلاة والسلام ان المؤمن الذي يتصف بحسن الخلق وهو ان يصبر على اذى الناس، ويكف اذاه عن الناس، ويبذل المعروف للناس مع الذي يعرف له والذي لا يعرف له يكون له عند الله تعالى يوم القيامة فضل كبير والدرجات العلى بحيث ان هذا الرجل يساوي في درجته درجة المؤمن الذي يقوم الليالي بالصلاة يتهجد متطوعا لله عز وجل والناس نيام، ويكثر صيام النفل في النهار ابتغاء الثواب من الله عز وجل، وهذا كله طبعا يكون بعد أداء الواجبات واجتناب المحرمات، لان الله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي:"وما تقرب الي عبدي بشىء احب الي مما افترضه عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه".
لقد بلغ النبي صلوات ربي وسلامه عليه في حسن خلقه وعظيم اخلاقه وشمائله المقام الاوفى والحظ الاوفر حتى وصفه الله عز وجل في محكم كتابه الكريم بقول"((وانك لعلى خلق عظيم)).
يقول الصحابي الجليل انس بن مالك خادم النبي عليه الصلاة والسلام في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم"كان احسن الناس خلقا وخلقا". ولقد اجتمعت بالنبي عليه الصلاة والسلام شتات الفضائل فكان متحليا باحسن الشمائل ، واجمل الصفات والسجايا، وعندما سئلت السيدة الجليلة عائشة زوج النبي رضي الله عنها وارضاها عن خلق الرسول الكريم قالت: ((كان خلقه القرءان )) اي من اراد ان يعرف خلق الرسول فليقرأ القرءان وليفهمه فكل خصلة خير امر الله تعالى بها نبيه في القرءان بالتخلق بها فهي من خلق الرسول العظيم صلوات ربي سلامه عليه.
ان المطالع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم يقينا ان من صفاته صلى الله عليه وسلم الحلم والصبر والعفو والشجاعة، فقد كان عليه الصلاة والسلام يعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن الى من اساء اليه، وكان لا يزيده كثرة الاذى عليه الا صبرا وحلما، وكان كثير الصبر على المكاره، وكان الحلم والاحتمال والصبر والعفو عند المقدرة من الصفات التي جمل الله عز وجل بها نبيه المصطفى وحبيبه المرتضى، يقول الله عز وجل((خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين))(سورة الاعراف/199) والمقصود بالعرف هنا هو كل ما فرض الله عز وجل، اي كل الفرائض والواجبات الدينية.
[b][i]