نتابع
بعض ما جاء عن أئمة القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر الهجري في التنزيه
قال الشيخ ملاّ علي القاري الحنفي ( ت 1014 هـ ) "فمن أظلم ممن كذب على الله أو ادعى ادعاءً معينًا مشتملاً على إثبات المكان والهيئة والجهة من مقابلة وثبوت مسافة وأمثال تلك الحالة، فيصير كافرًا لا محالة". شرح الفقه الأكبر: بعد أن انتهى من شرح الرسالة ص215
وقال أيضا "وأما علوّه تعالى على خلقه المُستفاد من نحوقوله تعالى "وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ"، فعلو مكانة ومرتبة لا علو مكان كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة بل وسائر طوائف الإسلام من المعتزلة والخوارج وسائر أهل البدعة إلا طائفة من المجسمة وجهلة من الحنابلة القائلين بالجهة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا". المصدر السابق ص 196-197
وقال أيضا عند شرح قول أبي حنيفة "وهوشىء لا كالأشياء" "إنه سبحانه ليس في مكان من الأمكنة ولا في زمان من الأزمنة، لأن المكان والزمان من جملة المخلوقات وهو سبحانه كان موجودا في الأزل ولم يكن معه شىء من الموجودات". المصدر السابق ص/64
قال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني المصري المالكي ( ت 1041 هـ ) "ويستحيل ضِدُّ ذي الصفات في حقه كـالكون في الجـهات". جوهرة التوحيد ضمن مجموع مهمات المتون رقم البيت 43/ ص 13
قال الشيخ المؤرخ أحمد بن محمد المقري التلمساني المالكي الأشعري ( ت 1041 هـ ) في تنزيه الله عن المكان "أو بارْتسَام في خيال يُعْتَبَرْ أو بزمان أو مكـان أو كِـبَرْ". أي أن الله عزَّ وجلّ لا يتخصَص بالذهن، ولا يتمثل في النفس، ولا يتصور في الوهم، ولا يتكيف في العقل، لا تلحقه الأوهام والأفكار، ولا يتقيد بالزمان ولا يحويه مكان، ولا يوصف بكِبَر الحجم لأن الله ليس جسما، لا حجم له ولا كمية، ليس كمثله شىء وهو السميع البصير. إضاءة الدُّجْنَة في عقاند أهل السنة ص/48
وقال أيضا "جَلَّ عن الجهات". المصدر السابق ص/ 49
قال المحدِث الشيخ محمد بن علي المعروف بابن علاّن الصّديقي الشافعي ( ت 1057 هـ ) "إن الله فوق كل موجود مكانة واستيلاء لا مكانا وجهة". الفتوحات الربانية مجلد 4/ 7/327
قال الشيخ محمد مَيَّارة المالكي ( ت 1072 هـ ) "أجمع أهل الحق قاطبة على أن الله تعالى لا جهة له، فلا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف".
قال الشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المصري المالكي ( ت 1078 هـ ) عند ذكر ما يستحيل عليه تعالى "أو يكون في جهة للجرم، أو له هو جهة، أو يتقيد بمكان أو زمان". شرح جوهرة التوحيد ص/ 137
قال الشيخ العلامة كمال الدين البَياضي الحنفي ( ت 1098 هـ ) في شرح كلام الإمام أبي حنيفة ما نصه "فقال ـ أي أبو حنيفة ـ "فمن قال: لا أعرف ربي أفي السماء أم في الأرض فهو كافر" لكونه قائلاً باختصاص البارىء بجهة وحيّز وكل ما هو مختص بالجهة والحيز فإنه محتاج محدَث بالضرورة، فهو قول بالنقص الصريح في حقه تعالى "كذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض" لاستلزامه القول باختصاصه تعالى بالجهة والحيز والنقص الصريح في شأنه سيما في القول بالكون في الأرض ونفي العلوّ عنه تعالى بل نفي ذات الإله المنزه عن التحيز ومشابهة الأشياء. وفيه اشارات:
الأولى: أن القائل بالجسمية والجهة مُنكِر وجود موجود سوى الأشياء التي يمكن الإشارة إليها حسًّا، فمنهم منكرون لذات الإله المنزه عن ذلك، فلزمهم الكفر لا محالة. وإليه أشار بالحكم بالكفر.
الثانية: إكفار من أطلق التشبيه والتحيز، وإليه أشار بالحكم المذكور لمن أطلقه، واختاره الإمام الأشعري، فقال في النوادر: من اعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه وإنه كافر به، كما في شرح الإرشاد لأبي قاسم الأنصاري". إشارات المرام ص200
وقال أيضا "وقال في الفقه الأبسط "كان الله تعالى ولا مكان، كان قبل أن يخلق الخلق، كان ولم يكن أين" أي مكان، "ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء" مُوجد له بعد العدم، فلا يكون شىء من المكان والجهة قديما". المصدر السابق ص/ 197
وقال أيضا "ولقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفيّة ولا تشبيه له تعالى بشىء من المخلوقات ولا جهة له ولا تحيّز في شىء من الجهات، وفيه إشارات:الأولى: أنه تعالى يُرى بلا تشبيه لعباده في الجنة بخلق قوة الإدزاك في الباصرة من غير تحيّز ومقابلة ولا مواجهة ولا مسـامته". المصدر السابق ص/ 201
قال الشيخ محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي ( ت 1122 هـ ) في شرحه على موطإ الإمام مالك "وقال البيضاوي لما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه". شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك 2/ 36
وقال أيضًا "بل قال جمع منهم ـ أي من السلف ـ ومن الخلف إن معتقد الجهة كافر كما صرح به العراقي، وقال: إنه قول لأبي حنيفة ومالك والشافعي والأشعري والباقلاني".مرقاة المفاتيح 3/300
قال الشيخ عبد الله بن علوي الحداد الحضرمي الحسيني رضي الله عنه ( ت 1132 هـ ) "وأنه تعالى مقدس عن الزمان والمكان وعن مشابهة الأكوان، ولا تحيط به الجهات". عقيدة أهل الإسلام ص/ 12
قال الشيخ محمد بن عبد الهادي السِّندي الحنفي شارح سنن النسائي ( ت 1138 هـ ) عند شرح حديث "أقرب ما بكون العبد من ربه وهو ساجد" "قال القرطبي هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة والمساحة، لأنه تعالى منزه عن المكان والزمان. وقال البدر بن الصاحب في تذكرته وفي الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى". حاشية السندي على سنن النساني 576/1
قال الصوفي الزاهد العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي ( ت 1143 هـ ) "فيتنزه سبحانه وتعالى عن جميع الأمكنة العلوية والسفلية وما بينهما". رائحة الجنة شرح إضاءة الدُّجنَة ص/48- 49
وقال أيضا "الجهات جمع جهة، وهي ست: فوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف، والجهة عند المتكلمين هي نفس المكان باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه. ومعنى كون الجسم في جهة كونه مضافا إلى جسم ءاخر حتى لو انعدمت الأجسام كلها لزم من ذلك انعدام الجهات كلها، لأن الجهات من توابع الأجسام واضافاتها كما قدمناه في المكان والزمان وحيث انتفى عن الله تعالى الزمان والمكان انتفت الجهات كلها عنه تعالى أيضا لأن جميع ذلك من لوازم الجسمية وهي مستحيلة في حقه تعالى". المصدر السابق ص/48- 49
وقال أيضا "وأما أقسام الكفر فهي بحسب الشرع ثلاثة أقسام ترجع جميع أنواع الكفر إليها، وهي: التشبيه، والتعطيل، والتكذيب... وأما التشبيه: فهو الاعتقاد بأن الله تعالى يشبه شيئًا من خلقه، كالذين يعتقدون أن الله تعالى جسمٌ فوق العرش، أو يعتقدون أن له يدَين بمعنى الجارحتين، وأن له الصورة الفلانية أو على الكيفية الفلانية، أو أنه نور يتصوره العقل، أو أنه في السماء، أو في جهة من الجهات الست، أو أنه في مكان من الأماكن، أو في جميع الأماكن، أو أنه ملأ السموات والأرض، أو أنَّ له الحلول في شىء من الأشياء، أو في جميع الأشياء، أو أنه متحد بشىء من الأشياء، أو في جميع الأشياء، أو أن الأشياء منحلَّةٌ منه، أو شيئًا منها. وجميع ذلك كفر صريح والعياذ بالله تعالى، وسببه الجهل بمعرفة الأمر على ما هو عليه". الفتح الرباني والفيض الرحماني ص124
وقال أيضا "من قال إن الله ملأ السمْوات والأرض فهو كافر وإن زعم أنه مسلم".
يتبع ان شاء الله